السبت، 26 فبراير 2011

الدعاء

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


الجزء الثالث


الشرط الرابع: أن لا يكون في الدعاء إثم أو قطيعة رحم :

قال صلى الله عليه وسلم : { ما على الأرض مسلم يدعو الله

تعالى بدعوة إلا آتاه الله إياها أو صرف عنه من السوء مثلها ما

لم يدعو بمأثم أو قطيعة رحم } رواه الترمذي ، وصححه

الألباني .

ومن الشروط عدم الاعتداء في الدعاء :

قال الله تعالى : { ادْعُواْ رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وخُفْيَةً إِنَّـهُ لاً يُحِبُّ 

الْـمُـعْتَدِينَ

كأن يسأل ربه شيئاً لا يحل شرعاً أو قدراً ، ومن ذلك قول القائل: 

" اللهم إني أسألك منـزلة في الجنة لا يبلغها أحدٌ من خلقك " !! 

يريد أن يكون فوق النبيين والمرسلين ! ! !


وقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم من الاعتداء في الدعاء ؛ فقد 

سمع سعد ابن أبي وقاص - رضي الله عنه - ابناً له يدعو ، يقول 

في دعائه : اللهم إني أسألك الجنة وحورها وغلمانها وأنهارها 

وأشجارها ، اللهم إني أعوذ بك من النار وحميمها وغسَّاقها 

 وسلاسلها !! فقال له يا بني : إني سمعت رسول الله صلى الله 

عليه وسلم يقول : { إنه سيكون في هذه الأمة قوم يعتدون في 

الطَهور والدعاء }  فاحذر أن تكون منهم إذا سألت الله الجنة 

أُعطيتها وما فيها ، وإذا سألته النجاة من النار سلمت منها وما 

فيها .


وقد روى هذا الحديث أبو داود في سننه ، وصححه الألباني .


السادس : عدم العجلة في استجابة الدعاء :

قال عليه الصلاة والسلام : { لا يزال يستجاب للعبد ما لم يدعُ 

بإثم أو قطيعة رحم ما لم يستعجل } قيل يا رسول الله : 

وماالاستعجال ؟ قال : { يقول قد دعوت وقد دعوت فلم أَرَ 

يستجاب لي ، فيستحسر عند ذلك ويدع الدعاء }  رواه مسلم .


فألِحَّ أيها العبد في الدعاء ؛ فإن الله يحب الملحِّين في الدعاء

يقول الله : { ادْعُواْ رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وخُفْيَةً }

{ تَضَرُّعاً } : وهذا فيه الإلحاح وكثرة السؤال و دوام الطلب 

وعدم الاستعجال .

{ وخُفْيَةً } : فالله  -  سبحانه وتعالى -  يحب أن يكون دعاء 

عباده بينه وبينهم خُفيةً ومناجاة .


وإن الله قد يمنع الإجابة للعبد من أجل أن يزداد في دعاء ربه 

وافتقاره إليه ، وأيضاً يكون امتحاناً للعبد ؛ هل يستمر في دعائه 

لله أو يستحسر فيمتنع ، وكلما أكثرت من الدعاء ازددت رفعةً 

عند الله ؛ وفي النهاية سوف يستجيب الله لك .


قال عليه السلام : { من سرَّه أن يستجيب الله له عند الشدائد 

والكُرَب فلْـيُـكثرالدعاء في الرخاء } رواه الترمذي ، وحسنه 

الألباني .




ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق