ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الجزء الثالث
الشرط الرابع: أن لا يكون في الدعاء إثم أو قطيعة رحم :
قال صلى الله عليه وسلم : { ما على الأرض مسلم يدعو الله
تعالى بدعوة إلا آتاه الله إياها أو صرف عنه من السوء مثلها ما
لم يدعو بمأثم أو قطيعة رحم } رواه الترمذي ، وصححه
الألباني .
ومن الشروط عدم الاعتداء في الدعاء :
قال الله تعالى : { ادْعُواْ رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وخُفْيَةً إِنَّـهُ لاً يُحِبُّ
الْـمُـعْتَدِينَ }
كأن يسأل ربه شيئاً لا يحل شرعاً أو قدراً ، ومن ذلك قول القائل:
" اللهم إني أسألك منـزلة في الجنة لا يبلغها أحدٌ من خلقك " !!
يريد أن يكون فوق النبيين والمرسلين ! ! !
وقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم من الاعتداء في الدعاء ؛ فقد
سمع سعد ابن أبي وقاص - رضي الله عنه - ابناً له يدعو ، يقول
في دعائه : اللهم إني أسألك الجنة وحورها وغلمانها وأنهارها
وأشجارها ، اللهم إني أعوذ بك من النار وحميمها وغسَّاقها
وسلاسلها !! فقال له يا بني : إني سمعت رسول الله صلى الله
عليه وسلم يقول : { إنه سيكون في هذه الأمة قوم يعتدون في
الطَهور والدعاء } فاحذر أن تكون منهم إذا سألت الله الجنة
أُعطيتها وما فيها ، وإذا سألته النجاة من النار سلمت منها وما
فيها .
وقد روى هذا الحديث أبو داود في سننه ، وصححه الألباني .
السادس : عدم العجلة في استجابة الدعاء :
قال عليه الصلاة والسلام : { لا يزال يستجاب للعبد ما لم يدعُ
بإثم أو قطيعة رحم ما لم يستعجل } قيل يا رسول الله :
وماالاستعجال ؟ قال : { يقول قد دعوت وقد دعوت فلم أَرَ
يستجاب لي ، فيستحسر عند ذلك ويدع الدعاء } رواه مسلم .
فألِحَّ أيها العبد في الدعاء ؛ فإن الله يحب الملحِّين في الدعاء
يقول الله : { ادْعُواْ رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وخُفْيَةً }
{ تَضَرُّعاً } : وهذا فيه الإلحاح وكثرة السؤال و دوام الطلب
وعدم الاستعجال .
{ وخُفْيَةً } : فالله - سبحانه وتعالى - يحب أن يكون دعاء
عباده بينه وبينهم خُفيةً ومناجاة .
وإن الله قد يمنع الإجابة للعبد من أجل أن يزداد في دعاء ربه
وافتقاره إليه ، وأيضاً يكون امتحاناً للعبد ؛ هل يستمر في دعائه
لله أو يستحسر فيمتنع ، وكلما أكثرت من الدعاء ازددت رفعةً
عند الله ؛ وفي النهاية سوف يستجيب الله لك .
قال عليه السلام : { من سرَّه أن يستجيب الله له عند الشدائد
والكُرَب فلْـيُـكثرالدعاء في الرخاء } رواه الترمذي ، وحسنه
الألباني .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق